الحبّ الذي أوصل العمانيّين النباهنة إلى حكم كينيا


إعداد: نصر البوسعيدي
من كان يجزم بأن تاريخ السلطة لم يأت إلا بالدماء والحروب ، فهو مخطيء، بلا شك، وبالأخص إن لم يطّلع على التاريخ المشرّف لأهل عمان الذين أسسوا ممالك مزدهرة ،هناك في الشرق الأفريقي بالحب، والإحترام، والسلام، وحسن التعامل، والتسامح ، ونشروا الدين الإسلامي إلى الكثير من شعوب القارة السمراء.
ولا شك إنّ أرقى مراحل الحب في حياة البشر هو الزواج المقدّس الذي يذيب الفوارق، ويقوّي العلاقات الإنسانية بالمصاهرة التي تصل بالمودة إلى أجمل مراحلها.


ولا شك إنّ العمانيين كانوا أهل تجارة، وقيادة، وكانت زياراتهم لأفريقيا متواصلة منذ فترات زمنية طويلة، وأسسوا لهم هناك ممالك، وسلطنات ازدهرت بشكل كبير، وملحوظ وكانوا حلقة وصل بين تجار القارتين الآسيوية والأفريقية.
ويذكر التاريخ أن العماني سليمان بن نبهان بن مظفر النبهاني الذي هاجر من عمان ليستقر في كينيا وتحديدا في جزيرة باتي قبل عام 599هـ كانت تربطه علاقة ودّ، واحترام مع سلطان الجزيرة إسحاق بن محمد البتاوي ، وهو من نسل حكام المنطقة منذ القرن الأول الهجري ، وتقول المصادر التاريخية بأن سليمان النبهاني حينما وصل إلى الجزيرة كان ذا ثروة، وقد كان أول ما فعله عند وصوله أن أرسل الهدايا إلى سلطان باتي وكبار وزرائه ، كذلك قدّم بعض المؤن، والمساعدات لفقراء الجزيرة الذين أحبوا هذا العماني الكريم القادم من شرق الجزيرة العربية.
وفي ظل استقرار سليمان النبهاني في الجزيرة وازدهار علاقته الإيجابية مع السلطان إسحاق الباتي ترجم الطرفان هذه العلاقة الحميمية بزواج سليمان النبهاني ببتاوينا ابنة السلطان، فأدى هذا الحب ،وتلك المصاهرة إلى تنازل السلطان إسحاق عن الحكم فيما بعد لصهره العماني سليمان النبهاني سنة 599هـ ، ليصبح بذلك سليمان أول حاكم نبهاني لجزيرة باتي الكينية لتبدأ من هذا التاريخ سلطنة بني نبهان تلك السلطنة العمانية الإسلامية العربية التي تولت حكم ساحل شرق أفريقيا لمدة طويلة بداية من عام 599هـ وحتى عام 1229هـ ، وبلغ عدد سلاطينهم حوالي 32 سلطانا.

المرجع: الهجرات العمانية إلى شرق إفريقيا ما بين القرنين الأول والسابع الهجرين ( دراسة سياسية وحضارية ) ، سعيد بن سالم النعماني ، دار الفرقد للطباعة والنشر والتوزيع( سوريا) ، النادي الثقافي العماني ، الطبعة الأولى 2012م .
المصدر : صحيفة أثير الإلكترونية 

تعليقات

المشاركات الشائعة