عُمان.. الحضارة والتاريخ
حاتم الطائي هُوية الإنسان هي حقيقتُه، وارتباطُه بأرضِه ومجدِه وإرثِه، ولا أعنِي هنا مُجرَّد الإرث التاريخي فحسب، وإنّما الإرثُ الحضاريُّ التليد على وجه الخصوص؛ إذ الفارق كبيرٌ بين "التاريخ" كرَاوٍ لقصة حياة الإنسان على الأرض، و"الحضارة" كشاهدٍ على إنجازات هذا الإنسان على الأرض نفسها. لذا، فعندما نقول إنّ العُمانيين أهلُ حضارةٍ، فإننا نعني دورًا أكبر وأوسع من الجغرافيا والتاريخ، كوننا نحمل رسالةً إنسانية تخترق مفهوم الحدودَ، وتتجاوز اليابس والبحار، بسماتٍ مُميِّزة، وقيم نبيلة، تحفظها الألواح والمخطوطات المدَّوَنة في قلب التاريخ البشري. مَجان ومزون، واليوم عُمان.. يكفي هذا التنوُّع في الأسماء للبرهنة على أنَّ هذا الإقليم المحدِّد -جُغرافيًّا- لموقع السَّلطنة، دليل واضح على تفرُّدٍ حضاري مُنفصِل، له السيادة والاستقلال.. وبلا شك فالمعطيات الأثرية المكتشَفة تُبرز حجم هذا الدور العظيم، الذي أسهمتْ به عُمان فيما قبل عصر التدوين والتاريخ، بنشاطاتٍ حضاريةٍ فاعلة في منطقة الشرق الأدنى خاصة، والعالم القديم بشكل أعم، ولا تزال العديدُ من المواقع التي تُفصح عنها الاكتشا